سورة آل عمران - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله تعالى: {فكيف إذا جمعناهم} معناه: فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم، {ليوم} أي: لجزاء يوم، أو لحساب يوم. وقيل اللام بمعنى: في.


قوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك} في سبب نزولها ثلاثة أقوال. أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما فتح مكة، ووعد أمته ملك فارس والروم، قال المنافقون واليهود: هيهات، فنزلت هذه الآية. قاله ابن عباس، وأنس بن مالك، والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم، سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته، فنزلت هذه الآية. حكاه قتادة. والثالث: أن اليهود قالوا: والله لا نطيع رجلاً جاء ينقل النبوة من بني اسرائيل إلى غيرهم، فنزلت هذه الآية، قاله أبو سليمان الدمشقي. فأما التفسير، فقال الزجاج: قال الخليل، وسيبويه، وجميع النحويين الموثوق بعلمهم: {اللهم} بمعنى يا الله، والميم المشددة زيدت عوضاً من يا، لأنهم لم يجدوا يا مع هذه الميم في كلمة، ووجدوا اسم الله عز وجل مستعملاً ب يا إذا لم تذكر الميم، فعلموا أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أولها والضمة التي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد. قال أبو سليمان الخطابي: ومعنى: {مالك الملك}: أنه بيده، يؤتيه من يشاء، قال: وقد يكون معناه، مالك الملوك، ويحتمل أن يكون معناه: وارث الملك يوم لا يدعيه مدّع كقوله تعالى: {الملك يومئذ الحقّ للرحمن} [الفرقان: 26].
قوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء} في هذا الملك قولان. أحدهما: أنه النبوة، قاله ابن جبير، ومجاهد. والثاني: أنه المال، والعبيد، والحفدة، ذكره الزجاج. وقال مقاتل: تؤتي الملك من تشاء، يعني: محمداً وأمته، وتنزع الملك ممن تشاء، يعني فارس والروم. {وتعزُّ من تشاء} محمداً وأمته {وتذل من تشاء} فارس والروم. وبماذا يكون هذا العز والذل؟ فيه ثلاثة أقوال. أحدها: العز بالنصر، والذل بالقهر. والثاني: العز بالغنى، والذل بالفقر، والثالث: العز بالطاعة، والذل بالمعصية.
قوله تعالى: {بيدك الخير} قال ابن عباس: يعني النصر والغنيمة، وقيل: معناه بيدك الخير والشر، فاكتفى بأحدهما، لأنه المرغوب فيه.


قوله تعالى: {تولج الليل في النهار} أي: تدخل ما نقّصت من هذا في هذا. وقال ابن عباس، ومجاهد: ما ينقص من أحدهما يدخل في الآخر. قال الزجاج: يقال: ولج الشيء يلج ولوجاً وولجاً وولجة.
قوله تعالى: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحيّ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبوبكر عن عاصم، {وتخرج الحي من الميْت وتخرج الميْت من الحي} و{لبلد ميْت} [الأعراف: 57]. و{أوَ مَنْ كان ميْتاً} [الأنعام: 122]. و{وإِن يكن ميتةً} [الأنعام: 139]، و{الأرض الميتة} [يس: 33]. كله بالتخفيف. وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي: {وتخرج الحي من الميِّت وتخرج الميّت من الحي} و{لبلد ميِّت} و{إِلى بلد ميِّت} وخفف حمزة، والكسائي غير هذه الحروف. وقرأ نافع {أومن كان ميِّتاً} و{الأرض الميِّتة} و{لحم أخيه ميِّتاً} [الحجرات: 12]. وخفف في سائر القرآن ما لم يمت. وقال أبو علي: الأصل التثقيل، والمخفف محذوف منه، وما مات، ومالم يمت في هذا الباب مستويان في الاستعمال. وأنشدوا:
ومنهل فيه الغراب مَيتُ *** سَقَيتُ مِنه القومَ واستقيت
فهذا قد مات. وقال آخر:
ليسَ مَن ماتَ فاستراحَ بميتٍ *** إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأحياء
فخفف ما مات، وشدد مالم يمت. وكذلك قوله تعالى: {إِنك ميّت وإِنهم ميتون} [الزمر: 30]. ثم في معنى الآية ثلاثة أقوال. أحدها: أنه إخراج الإنسان حياً من النطفة، وهي ميتة. وإخراج النطفة من الإنسان، وكذلك إخراج الفرخ من البيضة، وإخراج البيضة من الطائر، هذا قول ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، والجمهور. والثاني: أنه إخراج المؤمن الحي بالإيمان من الكافر الميت بالكفر، وإخراج الكافر الميت بالكفر من المؤمن الحي بالإيمان، روى نحو هذا الضحاك عن ابن عباس، وهو قول الحسن، وعطاء. والثالث: أنه إخراج السنبلة الحيّة من الحبة الميّتة، والنخلة الحيّة من النواة الميّتة، والنواة الميّتة من النخلة الحية، قاله السدي. وقال الزجاج: يخرج النبات الغض من الحب اليابس، والحب اليابس من النبات الحي النامي.
قوله تعالى: {بغير حساب} أي: بغير تقتير. قال الزجاج: يقال للذي ينفق موسعاً: فلان ينفق بغير حساب، كأنه لا يحسب ما أنفقه إنفاقاً.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10